الأربعاء، 7 يناير 2015

تدمير الربوبيه / حوار مع ملحد

تدمير الربوبية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله ومن تبعه الى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يتعجب احدا من هذا العنوان وكأنه ردا على الموحدين
لكن وللاسف ان هذا الاسم تبنته فرقة كافرة تدعي الايمان بالله ولاتؤمن بأي ديانة
ويكفرون بكل الرسل ,حاول بها اعداء الله ان يجعلونها حاجز يعيق رجوع الملحد الى الاسلام
اذ ان الملحد لاحجة له والادلة والايات والبراهين الدالة على وجود الخالق لاتنتهي
فصنع ابليس واعوانه من شياطين الجن والانس عليهم لعنة الله هذا الكفر ليكون
الكفر البديل للذين خرجوا من الالحاد الى الايمان الله
وسمو هذا المعتقد ب( الربوبية ) او (الالوهية) حتى يلين قلب المؤمن بالله الرافض للالحاد لهذه الكلمة فلا تنفعه ولاتنقذه
من نار جهنم اعاذنا الله واياكم منها ,وواحد الالوهيين او الربوبيين يسمونه ربوبي او الوهي ويسمون هذا المعتقد
بالانجليزية الدايزم وواحد الدايزم يسمونه الدايست
( Deism - Deist )
ويشملهم مع الملحدين اسم اللادينيين او اللادينيون

(ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا)

ماهي عقيدة الربوبيين , الالوهيين,الدايزم
انهم فرقة يؤمنون بالخالق ولايؤمنون باي ديانة
يعتقدون ان الله خلق الكون وجعل له نظاما ولا يتدخل به , وسبب هذا الاعتقاد كما يدعون انهم لايرون تدخل الخالق
في الكوارث الطبيعية وغيره وانه لايوجد دليل على تدخله
لا يسألون الله في شدة ولا في رخاء لان لادليل بزعمهم على ان الله يستجيب الدعاء ,يعتقدون,
بأن الله خلقهم وخلق لهم نظامهم وهي الطبيعة وتركهم لكي يتمتعون بحياتهم ,

(قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج
الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون)

لايعتقدون بحياة بعد الموت ولايجزمون بذلك الا انهم يقولون لا دليل على الحياة بعد الموت, وذلك لكي يبقون امل عند
متبعيهم بالحياة بعد الممات حتى لاينفروا منهم فتركو الامر اجتهادي
يعتقدون ان الله لايطالبهم بالايمان به ولايؤاخذهم ان لم يؤمنوا به , منهجهم بالحياة علماني,كل الناس اصدقائهم بحسب ادعائهم,
وهذا كذب واضح لان المسلمين اعدائهم فكيف يصادقون من يبدي لهم العداء ويبغضهم في الله ؟!

(كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوه والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده)

اكبر شبههم واكثرهم تمسكا بها ليبررو كفرهم بالرسل هو (جهنم وعذابها الابدي) ويعتبرونها خرافة
(نسأل الله العافية)
وهذه الشبهة تملأ منتدياتهم ومقاطع الفديو
فهم يقولون لماذا خلقنا الله ثم يعذبنا بجهنم عذابا ابدي
وان الاختبار قصير والجزاء طويل
يقولون ان الله قوي فلماذا ينتقم من الضعيف
يقولون (اسأل الله العفو والعافية)ان من يعذب الناس بهذه الطريقة ليس رحيما ولاعادلا


(واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) (والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم)
شعار الربوبيين وهو شبيه بالشعار الموجود على العملة الاميركية وكلنا يعرف علاقة اليهود مع الاهرامات
__________________________________________________ __________________________________________________ _
الرد على الربوبيون

(افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون)

ايها الربوبي

انت مخير بين اعتقادين لا ثالث لهما
اما ان تعتقد ان ربك يظلم (تعالى الله عن ذلك) وعليه فلن تكفر بسبب فكرة وجود النار وعذابها الذي تراه ظلما,
واما ان تعتقد انه عادل , وبما انك تعتقد ان الهك عادلا رحيما لانه لايعذب الناس
ولا يظلمهم ويرحمهم والهنا ليس كذلك
لانك تراه يظلم الناس ولايرحمهم ويعذبهم عذاب لايستحقونه
(سبحان الله عما يصفون)
وبما انك تعتقد انه لاوجود ليوم الحساب, هذا اليوم الذي ينصف فيه المظلوم ويعاقب فيه الظالم على سوء عمله,
بما انك لا تعتقد بهذا فارجو ان تجيبني على هذه الاسئلة
اين هو العدل الالهي في معتقدك عندما يحكم المجرمون شعوب كبيرة امثال هتلر الذي حكم المانيا وقتل وعذب ملايين البشر
ماذا عن ستالين االذي قتل فقط من (اعداء الثورة) اثناعشر مليون اوشارون اومعمر القذافي (زنقة زنقة) الذي قتل الليبيين واذاقهم عقود من العذاب ثم بشار الاسد الذي تبع اباه حافظ الملعون الذي
قتل مايقارب الثلاثون الفا من اهل حما ونشاهد اليوم بشار الذي يسير على نهج ابيه وهو يقتل الاطفال والكبار والنساء والرجال والشيوخ والشباب ونرى ولازلنا نشاهد الوان الماسي على المشهد السوري ؟
ماذا عن التتار وبمساعدة الرافضة الذين قتلو ثمان مئة الف مسلم في اربعين يوم
وماذا عن الامريكان بمعاونة الرافضة الذين قتلو ثمان مئة الف مسلم في الغزو الاخير على العراق؟
سؤالي : من خصم هؤلاء ؟ من سيثأر لنا؟
لقد مضت حياتهم وتلذذو بها ولم ينتقم منهم احد
اذا متى يحاسبون على تلك الجرائم وقد نعمو بحياتهم ثم ماتوا بين اهلهم كامثال حافظ الاسد وغيره؟
ان من وقع منهم بيد العدالة الدنيوية لم يعدم الا مرة واحدة
هل يكفي قتل هذا المجرم مرة واحدة؟
لو ان له الف روح الن تقوم باعدامه الف مرة على تلك الجرائم النكراء؟
الايجب ان يكون هناك يوما للحساب العادل ؟
وهل يقدر على هذا الحساب الا الله
الايجب ان يكون هناك يوما تنصف فيه انت ايها الربوبي ممن ظلمك ولم تستطع ان ترد مظلمتك منه؟
من هو خصم الظلم في هذا العالم المليئ بالمظالم؟
اليس هو الله؟
(وراى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا )
ايها الربوبي
ان معدل الجريمة سوف يزاد اضعافا مضاعفة فيما لو ان البشر اعتقدو بعقيدتك
التي لاتؤمن بالجنة ولابالنار, فمن ماذا سيخاف البشر ان لم يجدو عليهم رقيبا عتيدا وحسابا قريبا ؟
اليس بانكاركم ليوم الحساب افتراء على الله؟
(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)

ايها الربوبي
ان العدل قائم واليوم ات لاريب فيه وان الجنة حق وان النار حق
هذا هو اعتقادي ولكن ماذا عنك الا تعتقد ذلك؟
قل (بلى) وانجو بنفسك قبل ان ياتي هذا اليوم فتقول
(ياحسرتى على مافرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين)
قلها ودع عنك المتقولين على الله بلا علم
فان قطار العمر سريع والطريق قصيرة ولاتكاد تشرق الشمس حتى نرى مغيبها فماذا تنتظر
(هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون)
ايها الربوبي
بحسب عقيدتك , اين هو العدل الالهي عندما يولد توامان احدهما سليم معافى
والاخر قد ولد معوق يعاني من مصاعب الحياة التي يعاني مها الاصحاء فضلا عن المرضى؟
اين هو العدل الالهي عندما ترى فتاة جميلة تهوي اليها افئدة الرجال ويتخطبها ارقى الناس مناصب وبين فتاة ولدت قبيحة
لايكاد ان ينظر في وجهها عاشت عمرها وحيدة وقد تدفن وحيدة؟
اين هو العدل الالهي عندما تنعم انت الان بالنظر بينما غيرك قد اظلمت الدنيا الواسعة في عينيه
ويتلمس الارض بعصاته من اجل ان يؤمن طريقه الى حاجة يقضيها؟
اين هو العدل الالهي عندما تهز الزلازل مدنا لم تعمر الا بعشرات السنين ومئات التضحيات وتحولها الى حطام
بين ليلة وضحاها؟
اين هو العدل الالهي عندما تلهتم الحرائق غابات مليئة بالنباتات والحيوانات الجميلة
فتحترق وتتعذب بهذه النيران الغاضبة؟
اين هو العدل الالهي عندما تغرق سفينة تحمل الاف المشاعر الجميلة والابتسامات والامال
فتحولها الى جزع وهلع يرى فيها الاب كيف تغرق ابنته الصغيرة
وترى الام كيف ينشق ابنها الماء ويطلب نجدتها فلاتستطيع عمل شئ ؟
اين هو العدل الالهي عندما تجتمع اعدادا من الضباع المتوحشة تنهش جسد غزال حي يان من الالم ولايجد الرحمة بين اسنانها؟
واين هو العدل الالهي عندما يفتك مرضا بعشرات الالاف من المخلوقات ومنهم البشر؟
ان لم يكن هذا الذي يحدث اما بلاء (عقاب) عجله الله للكفار على كفرهم او الفاسقين على فسقهم او ان يكون ابتلاء (اختبار) اوقعه الله
على الصالحين ليمحصهم او ليجعل ذلك تعجيل لراحتهم وسعادتهم الابدية في الجنة اوزيادة في الاجر لهم او لحكمة هو يعلمها فاين هو العدل؟
ان لم يكن بلاء ولا ابتلاء , ان لم يكن له حكمة بذلك,
اليس هذا عبثا وظلما كبير؟
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهو العادل سبحانه ماخلق شئ عبثا ولا يظلم الناس فتيلا
(كل نفس ذائقه الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون )
ايها الربوبي
نحن لانعرف كل حكم الله
فنحن لانعرف ما الحكمة من خلق الاف النجوم وكثيرا من المجرات والكواكب التي لايعيش عليها
كائن حي وبعضها لم يكتشفها الانسان بعد وقد لا يكتشفها ابدا
ولم نعرف ماهي الحكمة من خلق المصران الاعور في احشائنا
ومابين هذا وذاك الكثير من الحكم التي نجهلها
ولكن انا اؤمن ان الله خلقها لحكمة هو يعلمها
(وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين)
ايها الربوبي
ان حكمة الله اقتضت ان يكون هناك جنة ونار
جنة لاهلها من المؤمنين الصالحين
نار لاهلها من الكفار والفاسقين
(فريق في الجنة وفريق في السعير)
اما سؤالك لماذا يعذب الله الناس عذاب ابدي او عذاب لمدة طويلة قد تصل الى الاف السنين
على ذنوب ارتكبوها لمدة قصيرة سواء مدة الجريمة نفسها او مدة عمر الانسان؟
الجواب ان الحكمة يعلمها الله
قد لايتقبل عقلك ذلك ولكن يجب ان يتقبل عقلك ان لله حكمة هو يعلمها
واذا عرف السبب بطل العجب ولكن لاتعجل فقد يكون في استعجالك ندم عظيم
مثال ولله المثل الاعلى
لو ان هناك ملك عادل عرفه الناس بعدله ورحمته وكرمه
وكان لهذا الملك قانون صارم وهو ان لايعترض احدا على حكمه ,
ومن اعترض على حكمه فانه يخرج من الحصن ويعيش خارج مملكته,وذات يوم جاء حكمه في رجل
والحكم هو ان تقطع يداه وارجله ولسانه وتقلع اعينه ثم يرمى في الفناء حتى يموت
فانقسم الناس قسمين في حكم الملك
قسم سلم وقال انه يظن ان هذا الحكم عادل وان لم يعرف السبب
وقسم انتفض واعترض على الحكم
فلما كشف الملك السبب عن حكمه ظهر ان هذا الرجل كان يعمل على مساعدة الاعداء ليدخلهم ليحتلو البلاد فيعيثو
فيها الفساد ويسبى النساء ويقتل الشيوخ والرجال ويستعبد الاطفال
فحينها سيفرح المقرين بحكم الملك المسلمين بعدالته
ويندم المعترضون ندما شديدا يتمنون فيه ان يعطو فرصة ثانية
ليثبتو ايمانهم بعدالته,ولكن لن ينفع حينها الندم فقد اخرجو من الحصن ولا عودة لهم,
خلاصة المثال
اننا نؤمن بالله ونؤمن انه عادل اما مسألة العذاب الابدي فعليك ان تسلم بها وتؤمن ان لله حكمة
وهذا افضل من ان تتكلم في هذا الامر الذي ادى بك الى الكفر
ايها الربوبي
ان ندمك يوم القيامة لن ينفعك اذا ما عرفت الحكمة وكيفية العدل في العذاب الابدي
(ولو ترى اذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون)
تعال معي ندندن حول الامر ونحاول ان نقرب الصورة
والله هو اعلم بحكمته سبحانه ,فقط وكما اشرت لتقريب الصورة
مثال
يحذر العلماء اليوم من التدخين
فلو ان احدا دخن في الثلاثون من عمره فاصيب بالسرطان
واخذ يعاني ثلاثون سنة اخرى من المرض , فمن الذي وضعه في المعاناة ؟ اليس هو من عذب نفسه؟
ماذا لو ان هذا الشخص كتب الله له من العمر الف سنة
واستمر معه المرض كل هذا العمر فمن ظلمه؟ ماذا لو ان الله كتب له عمرا خالدا فمن ظلمه ؟اليس هو من ظلم نفسه ام ان الطبيب الذي حذره من التدخين هو الظالم؟!
الا ترى ان بعض الجرائم تحدث في دقائق ولكن الحكم يكون على مرتكبها لاعوام من الحبس؟
الا يرسب الطالب في امتحان يخرجه من امل الانتقال لمرحلة دراسية اخرى؟
هل من المنطقي فتح الامتحان الى مالا حدود؟
اليس كلما كبر سوء الجريمة كبرت معها مدة الحبس , اذن فالعقوبة تكبر كلما كبرت الجريمة ؟
هل تتفق معي؟
(ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون)
ايها الربوبي
هل تتفق معي ان الله عظيم وليس هناك حدود لعظمته سبحانه ؟
ايها الربوبي
ان جريمة الكفر بالله الذي لا حدود لعظمته هي جريمة كبيرة لاحدود لعقوبتها
فلماذا تنكر العذاب الابدي بحق من كفر بالله ولم يؤمن بوجوده ؟
(ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا)

ايها الربوبي
اضرب لك مثالا ولله المثل الاعلى
ابا يربي اطفاله ويصرف عليهم وهم يعيشون في بيت بناه لهم ويوفر لهم المال والطعام
والدواء والدراسة وكل حاجاتهم فقط ليتمتعو بحياتهم الا انه لم يقابلهم يوما ولم يطلعهم عليه بل ولم يخبرهم هل هو والدهم او عمهم او مربي فقط,ولا يتيح لاحد ان يتعرف عليه او يتكلم معه ولو بواسطة فهو شئ مبهم بالنسبة لهم
بل ان احد ابنائه ادعى انه راه وانه يحمل لاخوته اخباره ووضع قيود عليهم باسم ابيهم
وخوفهم من ان يعصو اوامره وان ابيهم سيغضب لذلك والتزم البعض وعارض البعض وتقاتلو ومات قسم منهم
ولكن الاب لزم الصمت ولم يقل كلمته ولم يوقف احدا عند حده !
سؤالي لك
هل هذا منطقي؟
(وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامه)
ايها الربوبي
لماذا لا يتدخل الخالق بحسب فهمك ويمنع هؤلاء الرجال الذين ادعو انهم رسل الله؟
لماذا لايوقفهم بعد ان جعلو مليارات البشر يؤدون عبادات هو لايريدها بحسب فهمك؟
عبادات اعتقادية وبدنية ومالية وجهادية
وخاض اتباع هذه الديانات حروب استمرت الى يومنا هذا وسقط بسببها ملايين القتلى فهل هذا الكلام مقبول بحق الله؟
(ولوتقول علينا بعض الاقاويل.لاخذنا منه باليمن.ثم لقطعنا من الوتين)
ايها اربوبي
ان الله خلق البشر وخلق فيهم فطرة طيبة يتعاملون فيها حتى ان لم يكونو على دين وهذا من رحمة الله سبحانه فينا
فالانسان علم ان امه حرام عليه وكذلك اخته وخالته وعمته وابنته حتى ان لم يقرء كتاب الله , ماهو شعورك لو انك سمعت
ان رجلا مارس الفاحشة مع امه ؟! الن تنكر هذا من قلبك ؟ الن يقشعر جلدك ويقف شعرك ؟ ولكن لماذا ؟
انها الفطرة التي خلقها الله فيك
( فاقم وجهك للدين حنيفا فطره الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
,ومن الفطرة اننا نؤمن بوجوده ونشعر بحاجتنا اليه في الرخاء والشدة
الا ترى ان الناس بشتى دياناتهم اذا ما ضاقت عليهم الدنيا واشتدت بهم الازمات نظروا الى السماء ونادو ربهم,
اليس الله من خلق هذه الفطرة فينا ؟,
الم تشعر يوما بحاجتك اليه ؟
الم يمر فيك يوم تخلى عنك كل الناس وايست من كل الاسباب ولم يبقى لك
الا ان تتجه الى الخالق فتلجأ اليه؟
الم يكن لله حكمة عندما خلق هذا الشعور فينا ؟
فلماذا تنكرون ان الله يستجيب الدعاء
(امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء)
ايها الربوبي
لماذا خلقنا الله؟
هل انت مقتنع بمايقوله الربوبيين ان الله خلقنا حتى نتمتع بالحياة ثم نموت ولادليل على اي شئ اخر؟
لقد صنع الانسان ابرة من حديد ثقب راسها لحكمة
وهذه الابرة صنعها الانسان لسبب يرتبط بذاته وليس لسبب مرتبط بذات الابرة
اي ان الانسان صنع الابرة من اجل الخياطة وليس من اجل ان يكون هناك شئ اسمه ابرة
ولكنكم تعتقدون ان الله خلق هذا الكون لسبب يرتبط بذات الكون وهو التمتع
وليس لسبب مرتبط بذات الله وهو عبادته سبحانه
(وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون)
ايها الربوبي
اسألة قد تطرحها على نفسك
كيف عرفت ان ربك واحد؟
لماذا لايوجد الهين ,اله للخير واله للشر؟
لماذا لا يوجد الهة كثيرة كل اله له مخلوقاته؟
لماذا لا يكون هناك مخلوقات متطورة هي التي صنعتك ؟
ماهو سبب تمسككم بعقيدة الاله الواحد؟
ايها الربوبي
السبب بذلك هو
ان مؤسس هذه العقيدة لايريد ان ينفرك كثيرا فجعل عقيدته ترتكز على الاعتقاد بالله
وهو الرب وانه يشكره ويقدره حتى يجتذبك عن دينك وعن اسلامك الى
كفره لكي يقودك معه الى جهنم,
وبحسب ظني ان هذه العقيدة من صنع اليهود
لان اليهود المتأخرين يعتقدون ان البشر سيفنى وليس هناك اخرة ولابعث ولانشور
ولاجنة ولانار وليس في اليهودية فكرة التبشير بديانتهم والدعوة اليها
وبما انهم يعتقدون انهم ابناء الله والبشر عبيد لهم فانهم
لايبالون ان قادوك الى الكفر وترك دينك لان المهم لديهم
هو خفض عدد اعداء اليهود
لذلك تجد في منتديات الربوبيين انهم يقولون انهم لايتعادون مع اي ديانة ولا حتى الملحدين
وبهذا يحصل اليهود على انقاص احد اعدائهم المسلمين بلا اراقة دماء
وللاسف لقد حققت لهم مرادهم
(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)
ايها الربوبي
ان كثيرا من اتباع الديانات والعياذ بالله يسبون القدر والخالق
على اسباب دنيوية كضيق في العيش او فقد حبيب
مع انهم يعلمون ان هذا سيؤدي بهم الى النار
ولكن ماذا عنكم يامن لاتعتقدون بالنار هل انتم فعلا تقدرون ربكم ولاتعترضو عليه؟
عندما تكون مريضا او اعرج او اعمى او فقير او فيك اي حاجة من حاجات الدنيا تراها متوفرة عند غيرك
فهل ستعترضون على القدر؟
(فان اصابه خير اطمان به وان اصابته فتنه انقلب على وجهه)
ايها الربوبي
من وجهة نظري ان الملحد عندما الحد بوجود الخالق كان ذلك نتيجة عقد من الحياة وعدم الصبر على الابتلاء
واعتراض على القدر والشعور بالظلم وعدم المساواة بين الخلق
سار به الى عدم الايمان بالله لان من وجهة نظره انه لايوجد
عدل بهذه الدنيا ولا رحمة امتزج معها حب التخلص من القيود المتمثلة بالاوامر والنواهي الالاهية
فرضي واستقر على الالحاد وبنى حياة وافكار جديدة على عقيدته الالحادية
فنسي ربه ونسي دينه وفرح بحياته
(استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله)
اما انت ايها الربوبي فمن وجهة نظري ان هذه العقد الموجودة عند الملحد قد
اصطدمت عندك مع الايات والادلة اللا متناهية لوجود الخالق
(افي الله شك فاطر السماوات والارض)
ولكن حب التحرر من القيود الدينية لديك دفع بك للبحث عن فكرة جديدة توفق فيها بين الامرين مما دفع بك
الى فكرة الربوبية والايمان بالله والتخلص من القيود اذ لاجنة في اعتقادك ولانار
لكن تأكد ان مثلك كمثل محكوم عليه بالاعدام اخذ يشرب الخمر بصورة مستمرة حتى ينسى لقاء يوم تنفيذ الاعدام
ولكن اليوم ملاقيه شاء ام ابا فلاتخدع نفسك وترضى بحياتك فانها قصيرة ويوم الحساب ات لاريب فيه شئت ام ابيت
(قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون)
يايها الربوبي
هل تركت الدين بسبب التخلص من الاوامر والنواهي
ومن اجل شهوات الدنيا ام لقناعة تامة؟
اختبر نفسك الان
لو ان الرسل لم يامرو الناس بشئ ولم ينهوهم عن شئ
الا ان رسالتهم كانت كالتالي
1.ان تؤمن بوجود الله وانه خالقك وان تحبه ,ومهما حدث معك من مصاعب في الحياة فان الله يختبر حبك له
2.ان تؤمن برسالته وبنبوته
اما المعاملات وامور الدنيا فمتروك لاجتهادات البشر
كما هو حالكم اليوم
اما العبادات فلا عبادة الا حب الله وشكره وتقديره كما هو معمول به لديكم
ان امنت فأنت من اهل الجنة
ان كفرت فأنت من اهل النار
فهل سوف تكذب هذا النبي ام انك ستؤمن به ؟
(ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس)
ايها الربوبي
اختبر نفسك
اي الطريقين تسلك؟
طريق حفت بالمكاره ولكن نهايته مضمونة؟
ام طريق حفت بالشهوات ولكن نهايته مجهولة؟
لو انك علمت ان في مابينك وبين الموت ساعة فهل ستصر على عقيدتك
ونهايتها المجهولة قبل الموت
ام انك ستعود للطريق الذي نهايته مضمونة ,طريق لا اله الا الله؟
(وسارعوا الى مغفره من ربكم وجنه عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين)

ايها الربوبي
ان الحياة قصيرة جدا والموت قادم
فلماذا تضيع نفسك من اجل دنيا فانية
اختر طريق النجاة وامن بربك وبرسوله في حياتك قبل ان تؤمن بعد الموت
حينها لا ينفعك ايمانك
(حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون.لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون)
ايها الربوبي
(اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله)
__________________________________________________ ____________________ ______________
الرد على الربوبييون الرد على الالوهيين الرد على الالوهيون الرد على الدايزم الرد على الدايست الرد على اللادينيون الرد على اللادينيين===============================اريد ان اقول لكل من يدعي الربوبية انك هلامي جدا وفارغ والذي لايدعي بوجود اله للكون هوي ارقي منك فكريا لماذا لانك قد توصلت لاكبر حقيقة في هذه الحياة وهي وجود خالق لهذا الكون ولكنك ترفض ان يكون لهذا الاله منهج في هذه الحياة وان يكون له غرض في نشاة الكون وخلق الانسان انت الانسان بهذا العقل الفريد الذي يميزك عن جميع المخلوقات والذي استطاع ان يكتشف وجود هذا الاله فكيف يخلق هذا الاله الكون ويتركه وان اقتعنا بهذا المبدا فمن يفعل الخير ومن يفعل الشر ام ان الانسان يعيش بانسانيته وعلي العلم انت تعلمت هذه الانسانيه من الاديان في صغرك وتنكرها الان فهب انك نشات في غابة مع مجموعة من الحيوانات من اين تاتيك الانسانية التي تتشدقون بها اجب لنفسك عن هذه الاسئلة-==================انت تفترض هنا ان الناس اخطأؤا فهم القرآن لقرون طويلة، وهذا ليس منطقيا بالمرة، فالقران لم ينزل علينا الان، بل نزل على بدو لا يفقهون الكثير من العلوم التي نعلمها الان، وتنزيل ايات لا تمت لهم بصلة، وتتحدث عن اشياء ليست مفهومة لهم، او ممكن ان يساء فهمها هو شيء غير منطقي، وذلك لان الله يعلم مسبقا انهم لن يفهموا كلامه. فلماذا انزله عليهم اذن؟ هل يريد اقناعهم بشيء لم يفهموه؟ ام يريد اقناع الكفار في القرن العشرين؟

وبالحقيقة، فان كون القرآن قابل للكثير من التفسيرات هو امر اخر يناقض المنطق، فلو كان الله يريد هداية البشر فعلا حسب النظرية الاسلامية، ويريدهم ان يؤمنوا جميعا، فلماذا يكلمهم بكلام غامض وقابل للتفسير وفيه المحكم والمتشابه؟ اليس الاحرى ان يكلمهم بما يعجزهم فعلا، مثلا، يقول لهم، سيحصل بعد عشر سنوات كذا وكذا، وبعدها بعشر سنوات كذا وكذا، فهذا كان ليكون الاعجاز بعينه، الا وهو الاخبار بالاحداث المستقبلية، اما ان يكون الاعجاز بامور يمكن تفسيرها بعشرات التفاسير الاخرى، فمن يضمن لنا ان تفسيرك الاعجازي هو التفسير الصحيح، وتفسير القرطبي هو تفسير خاطئ؟؟
واذا اردت جوابا مقنعا عن الاعجاز الموجود في القران الكريم، ولو كنت تريد الحق فعلا، فعليك ان تبحث في الاراء المخالفة، فمثلا، لا احتاج انا للرد على هذه القائمة الطويلة من المعجزات المفترضة، لانها كلها مردود عليها مسبقا في المنتديات المسيحية او اللادينية.. ولكنك لم تبحث عن الردود واكاد اجزم انك لن تبحث عنها ابدا.. وحتى لو بحثت، فستصل في النهاية ان كلامهم ات من الشيطان، وهي وساوس ستنتهي بك الى النار، فالافضل ان تبقى مؤمنا حتى تدخل الجنة..كلمة لاديني انها تعني انك هارب من اي موقف تتخذه انك سـلبي تماما تعني انك بلاهدف ولامعنى ولاطعم ولا رائحه من الاخير حياتك لا يكون لها اي معنى دون ان تؤمن بربك حق الايمان
يا اخي كلمة لا ديني تعني انني لا اؤمن بما لا دليل عليه، اعطني دليلا مقنعا وستجدني اول الدينيين.. اما ان اؤمن فقط لان رجلا قبل الف ونيف من السنين ارادني ان اؤمن بشريعة قال انها من السماء، فاحب ان ابشرك ان حمورابي ايضا قال انه اتى بشريعته من السماء، وطلب من البابليين ان يؤمنوا بها..============للادينية كما هو واضح من اسمها نزعة عدمية تقوم عل إنكار وسلب الدين ولا إيجابية فيها لذلك فالأصل أنه لا يجوز تحديدنا وتعريفنا لفكر أو مذهب معين بأنه لادينى لأنه لا يمكن التمييز بالسلوب المحضة لكننا نلجأ إلى ذلك لوصف نزعة عدمية يتبناها بعض الأشخاص بدوافع غير منطقية .
إن اللادينية عبارة عن تطور متأخر جدا لما نسميه بالفسق أو التحلل من الأوامر والنواهى التى تفرضها الشرائع والخوف من الحساب والجزاء فيبدأ بتجاهل ذلك النداء تحت تأثير حب المعصية وإلفها والإصرار عليها ثم يلتفت بعد ذلك محاولا تبرير فعلته ثم يبدأ بعد ذلك فى الإنكار والاستدلال على إنكاره بشتى الطرق حتى ولو كان مخادعا لنفسه .
فى الغالب كل ما يفعله اللادينى هو التشكيك والسخرية من الأديان وهو ما يؤكد على انعدام الثقة فى الدليل والمشروعية لكنه قد يلجأ فى بعض الاحيان إلى إثبات مذهب الإنكار بدعاوى متهافتة أهمها وأقواها وليس فيها قوى :
إن الأديان خرافة :
إن الاستدلال على قضية كلية كهذه يحتاج إلى دراسة كل الأديان أو على الأقل أقواها وأبعدها عن الخرافة وقبل ذلك تحديد معنى الخرافة لكن ماذا فعل هؤلاء حتى يثبتوا ذلك ؟
لقد بحثوا فى الأديان الساقطة والوثنية وسحبوا حكمها على الأديان جميعا .
لم يلتفتوا إلى أن الحق يقتضى أن يكون هناك دين واحد صواب لأن الحق لا يتعدد والباطل لا ينحصر بل بدأوا من أن الأصل فى الدين التعدد ثم لم يقوموا بالاستقراء التام بل باستقراء ناقض وتعميم .
لم يلتفتوا إلى أن ما يمكن استنباطة من تعدد الأديان أن القاسم المشترك بين جمهور البشر هو أنه ينبغى التعبد للخالق وأن ذلك من مقتضيات الإيمان بوجوده بل قالوا إن القاسم المشترك هو الانحراف فى صور تلك العبادات بل فيما يتعلق بها من أفكار وطقوس .
ما هى الخرافة ؟
قالوا الخرافة هى كل ما يتناتقض مع العقل من خبر أو أمر فأما الأخبار فتتناقض مع العقل عندما لا تتفق مع التفكير المادى بمعنى أن الحديث عن غيبيات وأمور غير مادية يعتبر من وجهة نظرهم خرافة وهذه مصادرة سافرة تعنى إما أن تكون ماديا وإما أن تكون مخرفا فهم يفرضون عليك بطلان مذهبك كشرط لبطلانه !
وأما الأمر فيتناقض مع المصلحة لكن ما هو معيار المصلحة ؟
لقد جعلوا من المنفعة المادية معيارا وحيدا للمصلحة فقالوا إن ما يتعارض مع المصالح بالمعنى المادى الذى نراه نحن فهو خرافة وغير مقبول من الناحية العقلية ففرضوا عليك أن تقبل مذهبهم الأخلاقى كمقدمة لنقد مذهبك ويثبتون صحة مذهبهم استنادا لمذهبهم .. وبالتالى فاللادينية عقيدة الدور والمصادرة .
حتى لو فرض أن الأديان كلها خرافة وأنها باطلة فهل معنى ذلك أنه يستحيل أن يكون هناك دين حق يفرضه العقل ؟!
إن القول بالقضية الكلية السالبة (( ليست الأديان حق )) يقتضى ليس فقط استقراء كل الأديان بل وما لو وجد منها بمعنى أن عليك أن تثبت أن فكرة عبادة الخالق فى حد ذاتها ومحبته والسعى لمرضاته ومعرفته أفكار باطلة وهذا ما لم يفعلوه ولن يفعلوه إلا بمزيد من التكلف والعناد والسفسطة .
الدليل الثانى لديهم هو : أن الله تعالى لم يرد ذلك لأنه لو أراده لجعل الناس جميعا أنبياء أو رسل أو أرسل لكل شخص رسولا .
لكن هذا ليس استدلال على قضية كلية فماذا لو قلنا لكم إن الله تعالى أراده من بعض الناس دون غيرهم وماذا لو قلنا لكم إن الله تعالى أراده من الناس أصلا وجعله فى فطرتهم وأرشدهم إليه سواء من أتاه رسول أو لم يأته .
حينئذ يلجأون إلى المنهج الإمعى المتطرف فيقولون لو كان حقا لما خالف فيه الناس ومعلوم أن المنهج الإمعى يقوم على قياس مفاده :
كل ما يفعله الناس فهو حق
هذا يفعله الناس

فهذا هو الحق
لكن الإمعية المتطرفة لدى اللادينيين تقوم على فكرة :
كل ما لا يجتمع عليه الناس فهو باطل
وهذا لا يجتمع عليه الناس فهو باطل
لكن الناس قد أجمعوا على أن الدين من لوازم الإيمان بالله تعالى فكان اللادينى أكثر تطرفا من ذلك التطرف إذ ذهب إلى أن اختلاف الناس حول فكرة يبطل الأصل الذى قامت عليه وليس مبطلا لتلك الفكرة فحسب فلو كانوا مجرد إمعيين متطرفين لقالوا إن الاختلاف حول الأديان ليس خلافا حول أصل الدين بل خلاف حول تصور الدين وهذا فى حد ذاته لا يبطل أصل الدين ولا يمكن الاستدلال به على صحة ما عداه كما ذهب هؤلاء .
إن البناء العقلى لفكرة اللادينية بغض النظر عن الدوافع النفسية يؤول إلى الإمعية المتطرفة والمصادرة هذا من الناحية المنطقية البحتة فكانت أشد النزعات تطرفا من حيث البناء المنطقى ===============سمعنا كثيرا عن إنكار الملاحدة لمُعجـزات الأنبيـاء ( وأن عقـولهم لا تستسيغهـا ) وغـالبا ما كـان إنكـارهم من باب التوقعـات الفلسفيـة لا الوقـائع التاريخية* ....
بل ويحتجون علينا أن العلم لا يستطيع استيعاب هذه المُعجـزات ضمن القوانيـن الوضعية التي يعرفها..
- وفي البدايـة لا ننسى أن العلم الحديث لا ينظـر للطبيعة (( كنظـام مُغلق )) لذلك ليس هُنـاك ما يدعو للزعم بأن المُعجـزات لم ولن توجد ..
- فإن العلم يتواضـع الآن .. والطبيعـة ليست نظـاما مُغلقـا وبالتالي فالمُعجـزات ليست تدخلات في نظـام مؤسسي ..
- ثم إننـا عشنـا وسمعنـا عن تحطيم الذرة وموجـات غير مُدركة وأبعـاد وأكـوان موازيـة مما كان يُعـد يومـا ما بنفس المنظور العلمي أنه ميتافيزيقيا وخيـالات ..!!
- يقول جيمس مور :- (( يرى العلمـاء المُعاصرون أنه لا أحد يعلم القانون الطبيعي بشكل كـافٍ بحيث يمكن له ان يقول أنه يعتبر بالضرورة أن حدثـا ما يعتبر إخلالا به ..))
- لذلك فإن المُصطلح الشـائع الذي نُسميه القانـون الطبيعي هو في الواقـع وصفنـا الجـامد والمحدود للظواهـر الطبيعية ..
- فالكون لم يعد ثابتـا في نظرنـا لم يعد ملعبـا معروفا نعلم كل قواعده .. لم يعد لأي إنسـان الحق في الحكم على أي حدث بسبب معرفته المُسبقة بالقـانون الطبيعي فكما قلت سابقا فإن العلم يتواضع الآن ..!!
- والإنسـان بعد أن رأى عَظمـة الكـون وأنه لا مركزي في هـذا الكون عـاد مرة أخرى ليكتشف أن الحجم نسبي وأن كواكب المجموعـة الشمسية بأكملها لو تصورنا أنها تحولت إلى ثُقب أسـود فإن حجمها لن يملأ كُوبا صغيرا ..!!
- وهكذا يتقزم العلم أمام نفسه وما أُوتي الإنسـان مِن العلم إلا قليلا ويعود الإنسـان ليستشعر مرة أُخرى ويعترف مرة أُخرى أنه كان مصروفا بالمادة عما ورائها محجوب بالمظاهر عن الحقائق الكبيرة كان ناسيا او متناسيا أن استعماره في الأرض لحكمة ولأجل وتكليف وضرب له موعدا للقاء الرهيب يحاسبه فيه على ما قدم وأخر ..!!
في النهـاية إذا كـان الله موجودا فالمعجـزات ليست فقط مُمكنة منطقيـا لكن بكل صـدق وأصـالة ممكن حدوثهـا في كل لحظة .. إذن في حـوارنا مع هؤلاء علينا أن نقصد البحر ونترك القنـوات فإننـا إذا ألزمناهم الحُجـة بوجـود الله فإننـا نكون قد حسمنـا كل هذه المسـائل دون حتى التطرق لهـا ..!!=============إعجاز القرآن
إن الصادق الذي يريد الحقويحترم عقله يكفيه دليل قوي لا يقبل الطعن كي يطمئن إلى أن القرآن كلام الله ويستحيل صدوره عن بشر، أما الذين في قلوبهم زيغ ولا يريدون غير الجدال والمكابرة بسبب أهواء تصدهم عن الحق فلن يؤمنوا مهما رأوا من الآيات، وسيمكرون لتجاوز الأدلة اليقينية والنظر في آيات متشابهات تحتمل أوجها من المعاني والتأويلات "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله" آل عمران7. وكتاب الله شفاء للمؤمنين، ولكنه لا يزيد الظالم الذي يتبع هواه ويترك المحكم ويبحث في المتشابه إلا خسارا، قال تعالى "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا" الإسراء82، جاء في كتاب (مناهل العرفان في علوم القرآن) ما خلاصته )إن القرآن كتاب هداية وإعجاز، وكل ما يتصل بهدايته وإعجازه حتى من العلوم الكونية فهو من علوم القرآن، إلا أن القرآن ليس كتابا كونيا فهو لم ينزل ليضع قانونا أو نظرية لهذه العلوم، ولكن الإعجاز يكمن في أن حديث القرآن لتنبيه العقول وفتح العيون على تلك الكونـيَّات كان حديث الـمـحيط بعلومها وأسرارها، علـى حين أن الذي جاء به رَجُلٌ أُمِّيٌّ، نشأ فـي أمة أُميّة، لا صلة لها بتلك العلوم وتدوينها فضلا عن عدم اكتشافها في زمانه، فإثبات هذا الإعجاز هو من علوم القرآن، لأنه تصديق لقوله جل ذكره "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِـي الآفَاقِ وَفِـي أَنْفُسِهِمْ حَتَّـى يَتَبَـيَّنَ لَهُمْ أَنهُ الْـحَق" فصلت53). أي أنهم بعد أن يتقدموا في اكتشاف أسرار علوم الفلك "في الآفاق" وعلوم الطب "وفي أنفسهم" سيتبين لهم أن القرآن حق لأنه نزل بما يوافقها وقت أن كانت هذه الأسرار والعلوم في طي الغيب، فلابد أنه صدر من خالق الكون العليم بهذه الأسرار والعلوم قبل اكتشافها "قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض" الفرقان6.
الإعجاز في الفلك
وصف الله تتابع الليل والنهار بقوله تعالى "يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل" الزمر5، وكلمة يكور في اللغة هي دوران كرة حول محور كأن تقول كور الرجل عمامته حول رأسه أي لفها فجعلها مثل الكرة، فهي تشتمل على عمليتين: الأولى عملية دوران والثانية أن الدوران يأخذ شكل الكرة، وهذا لا يأتي إلا إذا أخذ الليل والنهار شكلا كرويا من جهة، ويدور كل منهما على الآخر من جهة أخرى. وهذه الحقيقة لم نعلمها إلا في العصر الحديث بعد ثبوت كروية الأرض ودورانها حول نفسها في مقابلة الشمس، فيكون نصف الكرة الأرضية المقابل للشمس نهارا والنصف البعيد عن الشمس ليلا، وبدوران الأرض حول نفسها يدور الليل ليغطي على النهار، ويدور النهار ليغطي على الليل. فكلمة يكور هي أدق لفظ يصور تتابع الليل والنهار في شكل كروي، ولا يكون ذلك إلا بكروية الأرض والدوران. والمفسرون القدامى لم يكونوا ليتخيلوا احتمال كروية الأرض وأن الليل والنهار على شكل كروي، لذلك صرفوا لفظ يكور عن معناه الأصلي المذكور في معاجم اللغة، فقالوا يكور أي يتبع، ولم يقولوا يتبع في شكل كروي، وهم معذورون في ذلك، ولكننا غير معذورين في اتباعهم، فتوضيح الإعجاز في هذا اللفظ وأنه لا يصدر إلا من المحيط بهذه العلوم قبل اكتشافها يعتبر من علوم القرآن، ومن الجهل والظلم تجاهله. وهنا نوجه سؤالا للصادقين في طلب الحق: كيف علم محمد قبل أكثر من أربعة عشر قرنا أن الله يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل؟ يجب أن يتشبث المسلم بهذا الإعجاز العلمي في وجه شياطين الإنس والجن إذا حاولوا تشكيكه في دينه مستغلين آيات متشابهات يجهل تأويلها.
الإعجاز في الطب
أسلم عالم الأجنة الألماني البروفيسور كيث مور بعد أن أطلعه العالم الجليل الشيخ عبد المجيد الزنداني على مراحل تطور الجنين في القرآن والسنة، فشعر البروفيسور بقوة المعجزة لأنها في مجال تخصصه وأعلن إسلامه تماما كما سجد سحرة فرعون وآمنوا برب العالمين لأن معجزة العصا كانت في مجال تخصصهم. ومن أراد التوسعة فليرجع إلى ما قاله كيث مور على الإنترنت ولكني أشير إلى أوضحها.
قال تعالى "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ، ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مّكِينٍ، ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" المؤمنون12/14 لقد سمى الله طور العلقة بهذا الاسم لأن الجنين يبدأ بالإنبات في عضلة الرحم، وبنموه يبتعد عن جدار الرحم إلى تجويفه ويظل معلقا بالجدار، أما في طور المضغة فتأخذ الفلقات (Somites) في الظهور وهي التي تتكون منها العظام والعضلات، ونظرا للعديد من الفلقات يبدو الجنين كأنه مادة ممضوغة عليها طبعات أسنان واضحة. ويحدد القرآن العظيم أن العظام تبدأ بعد المضغة ثم تكسى العظام بالعضلات. وهذا ما يحدث تماما حيث تنقسم الفلقات إلى جزئين: جزء تتكون منه العظام يسمى (Sclerotome) فينتهي طور المضغة بانتشار الهيكل العظمي في أوائل الأسبوع السابع. وجزء يسمى (Dermomyotome) الذي ينقسم بعد ذلك إلى جزئين: جزء يسمى (Dermotome) ويتكون منه الجلد وجزء يسمى (Myotome) وتتكون منه العضلات في الأسبوع الثامن. ومعرفة هذه الحقائق قبل القرنين الأخيرين كانت مستحيلة، فكيف بمعرفتها قبل أربعة عشر قرنا "قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض" الفرقان6.
إعجاز التنبؤ بالغيب
أذكر مثالين يؤكدان على أن منزل القرآن يعلم الغيب: الأول قوله تعالى في أول سورة الروم "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين" نزلت هذه الآيات في مكة، وكان بين فارس والروم قتال، وكان كفار مكة يودون غلبة فارس لأنهم مجوس والمسلمون يودون غلبة الروم لأنهم أهل كتاب، فبعث كسرى ملك الفرس جيشا بقيادة شهرمان إلى بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وكانت تحت حكم الرومان فانتصر عليهم حتى ألجأ هرقل ملك الروم إلى القسطنطينية وحاصره فيها مدة طويلة، فشق ذلك على المسلمين وفرح كفار مكة فنزلت الآيات تنبئ بغلبة الروم على الفرس في بضع سنين، والبضع ما بين الثلاثة والتسعة، ثم ظهرت الروم على فارس يوم الحديبية وذلك بعد سبع سنين.
والمثال الثاني أن القرآن حكم على أبي لهب وامرأته بأنهما من أهل النار، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الوطأة على المسلمين ثم أسلم، فإذا كان القرآن كتبه بشر فكيف حكم بأن أبا لهب سيصلى نارا ذات لهب هو وامرأته، ألم يخش من إسلام أحدهما كما أسلم الكثير من صناديد الكفر فيهدم صرح القرآن والإسلام. قال تعالى في حياة أبي لهب "تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد"
القرآن يتحدى
قال تعالى "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين" البقرة23/24 لقد تحدى القرآن الذين يشكون في أن القرآن كلام الله أن يأتوا بسورة من مثله وأن يدعوا ناسا يشهدون لهم على ذلك. وقوله تعالى "إن كنتم صادقين" لقول الكفار في آية أخرى "لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين". ولتوضيح المهمة لمن يقبل التحدي فإن موضوع الكتاب هو صفات الخالق العظيم لهذا الكون ومنهجه، وصراع أهل الحق وأهل الباطل في الدنيا ثم مصيرهم في الآخرة وحديثهم وأحوالهم هنالك. وقد ذكر القرآن أن الله وحده هو ربنا الذي خلقنا ويرزقنا من السماء والأرض، فهو مالك الملك الذي يدبر أمر حياتنا في هذا الكون الفسيح، وهذا يسمى توحيد الربوبية. وذكر أنه وحده صاحب صفات الكمال والجلال، فهو الملك الحق، وهو الحكم العدل، لا يظلم الناس مثقال ذرة ولكن الناس أنفسهم يظلمون بمخالفتهم منهجه ووقوعهم فيما يوجب عقوبتهم. وهو الغفور الرحيم لمن عصاه عن ضعف وجهل ثم يعود إليه يسأله المغفرة، وهو الجبار المنتقم شديد العقاب لمن يكفر به أو يستحل الخروج على منهجه، وهذا يسمى توحيد الأسماء والصفات. ويترتب على هذين النوعين من التوحيد أن الله وحده هو الإله أي المعبود بحق "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله" فلا إله إلا الله، أي لا معبود بحق تألهه القلوب، فتفزع إليه ليجيرها وتحبه وتخافه إلا الله، وهذا يسمى توحيد الإلوهية، والإيمان به والعمل بموجبه قدر الاستطاعة هو الفاصل بين المؤمن والكافر وبين أهل الجنة وأهل النار. أما منهجه فهو سبحانه يأمر بكل خير وينهى عن كل شر، يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فمن هو ذا يقبل التحدي ويأتي بشهداء يشهدون له أنه وصف رب العالمين ومنهجه وأهل الحق والباطل في الدنيا والآخرة بأروع وأعجز بيان كما جاء في القرآن العظيم. حقا سيندحر أعداء الله في النيران لأنهم عطلوا حواسهم ولم يتدبروا الآيات الكونية والقرآنية، قال تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون" الأعراف179
أدلة من السيرة على صدق النبوة
إن دارس السيرة يوقن أن محمدا يستحيل أن يكون مجنونا أو كاهنا أو مسحورا وقد أقام أمة وكان أكمل الناس خلقا وأرجح الناس عقلا. كما كان صلى الله عليه وسلم أميا نشأ في بيئة تعبد الأصنام، وظل على دعوة التوحيد صابرا على إيذاء قومه ثلاثة عشر عاما رغم عدم وجود بادرة تغيير، فإن كان سياسيا وصوليا لتجاوز التوحيد إلى غيره من الدعوات. ولا يقول إن محمدا قد افترى القرآن على الله إلا جاهل بالقرآن والسيرة، فالنبي الكريم كان خلقه القرآن، وكان يطيل قيام الليل به والتعايش معه، وكل من تدبر القرآن وفهمه وتخلق به امتلأ قلبه بتعظيم الله وخشيته، وكان حريصا على حسن الخلق كالأمانة والصدق خوفا من الله وعذابه، فهو يخشى الكذب على المخلوق، فكيف بالكذب على الخالق "قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا" الأحقاف8. كما يجب أن يتساءل دارس السيرة: من الذي حفظه صلى الله عليه وسلم من الكفار واليهود رغم محاولات قتله حتى ربى أصحابه وأتم رسالته. لقد تجمع الكفار أمام بيته صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة يريدون قتله فخرج ولم يروه، ثم جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم فرآه سراقة بن مالك وطمع في المائة ناقة، فلما اقترب منه ساخت قوائم فرسه في الأرض حتى علم أنه ممنوع وأنه ظاهر، فناداه وطلب أن يكتب له كتابا فكتب له صلى الله عليه وسلم وبشره بسواري كسرى، وفي عهد عمر تحققت البشرى وألبسه عمر سواري كسرى بعد أن جمع المسلمين وطلب منه أن يقول لهم متى بشره رسول الله بسواري كسرى. لقد بدأت الانفراجة في الدعوة عندما قدر الله أن يلتقي برسوله بعض عرب يثرب "المدينة" وقد كانوا يعرفون من يهود المدينة أن هذا زمان نبي، وكان اليهود يهددونهم بأن الله سيفتح لهم بالنبي المنتظر على أعدائهم فسارع العرب إلى الإيمان به، أما اليهود فكفروا به لأنه بعث من العرب ولم يبعث منهم، قال تعالى عن انتظار اليهود للفتح على يد نبي منتظر "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به" البقرة89 ثم من الذي حفظه صلى الله عليه وسلم من صناديد الكفر في غزوة أحد وقد هجم عليه فرسان خالد بن الوليد بعد أن قتلوا من تبقى من حراس مؤخرة جيش المسلمين، فلم يفر صلى الله عليه وسلم مع الفارين بل نادى على المسلمين بشجاعة لا نظير لها لتجميعهم فسمعه الكفار وهو يقول (هلم إلي عباد الله أنا رسول الله) فأقبلوا عليه ومعه تسعة من المسلمين فقتلوا منهم سبعة ثم أقبل عليه الفارس العنيد ابن قمئة بسيفه وضربه بشدة على كتفه ثم على وجنته وشج رأسه حتى أشيع أنه قد قتل، فمن الذي حفظه صلى الله عليه وسلم من سيف ابن قمئة. كذلك حاولت أحزاب الكفر مجتمعة في غزوة الأحزاب أن تقضي على الإسلام في مهده وشاركهم يهود بني قريظة ونقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم لظنهم قرب القضاء على هذا الدين، وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا حتى ظهر نفاق المنافقين وقالوا إن محمدا يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجته، وقد وعدهم صلى الله عليه وسلم بذلك وهو في قمة الضعف والحصار يحفر الخندق، من الذي أرسل الريح وصرف الأحزاب بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر. وكيف استطاع صلى الله عليه وسلم في عشرة أعوام بعد الهجرة إقامة دولة قوية غيرت عقيدة الأصنام ونشرت دعوة التوحيد، وبعد مائة عام على وفاته (11هـ/ 632م) كان الفاتحون المسلمون يقفون على أبواب الصين شرقاً بعد تقويض دولة الفرس, ويطرقون أبواب غاليا (فرنسا) غرباً في معركة بلاط الشهداء (114هـ/ 732م) بعد سقوط الدولة الرومانية والاستيلاء على أسبانيا. ثم ما الذي خرج به صلى الله عليه وسلم من جهاده الطويل وقد عاش زاهدا في الدنيا حتى مماته، فقد دخل عليه عمر يوما فوجده يرقد على الحصير وهو حاكم دولة المسلمين فدمعت عيناه لأنه تذكر كسرى وقيصر في قصورهم. كما أنه لم يجعل لنفسه هالة من التقديس ونهاهم عن المغالاة فيه فقال صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" وحين فتح قريش لم ينتقم ويحولها إلى بركة من الدماء كما يفعل الغزاة بل عفا عمن آذوه وعذبوه وقال "اذهبوا فأنتم الطلقاء" أخرجه البخاري في المغازي، هذه نبذة قليلة تحث من يريد الحقيقة ليتدبر سيرته صلى الله عليه وسلم، وإذا صدقت نيته فسيهديه الله إلى محبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والإيمان به وبما جاء به ولابد.
كلمة إلى اللادينيين

يقف اللبيب منبهرا أمام إبداع الكون، متيقنا من عظمة الخالق، لذا لفت القرآن أنظار الناس إلى هذا الكون الفسيح وما فيه من آيات عظام. والآيات وإن كانت قد ازدادت كثيرا لأهل العلم بعد اكتشاف أسرار الكون وتناسقه مع خلق الإنسان، إلا أن ما يقع تحت مدارك الإنسان العادي كاف وقاطع. والذين ينكرون وجود الخالق أو يشكون في كمال صفاته وواسع علمه وعظيم قدرته قلة شذ فكرهاقد تجاوزهم الزمن بعد ما استجيب له سبحانه في مشارق الأرض ومغاربها، ونرى أن الوقت والجهد أثمن من أن يضيع معهم، ويكفي في الرد عليهم والتهكم منهم قوله تعالى "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون" الطور35/36. والذين غلبتهم الأهواء ولكن استحوا أمام عقولهم وبقية من فطرتهم من إنكار الخالق فزعموا الإيمان به وكفروا بالبعث والحساب أو كفروا بمنهجه ورسالاته فهم سواء لأنه سوء ظن بصاحب صفات الكمال، إذ كيف يستوي عنده الظالم والمظلوم، والجبابرة والمستضعفون دون أن يجعل لهم أجلا للحساب والجزاء، وكيف يترك خلقه هملا بلا رسالة يوضح لهم فيها صفاته ومراده، فهؤلاء نقدم لهم إعجاز القرآن ودلائل النبوة، وندعوهم إلى تدبر القرآن على أن يقرؤوا بقلب منفتح يريد الهدى وبعقل لا تغله الأهواء ولا تصده حواجز بينه وبين أهل الإيمان. لقد زعم موقع اللادينيين العرب وجود تناقض في القرآن، وذكر نماذج مضحكة تدل على انغلاق عقولهم وقلوبهم. لقد زعموا التناقض بين قوله تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" النساء48 ،116 وقوله تعالى "إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" الزمر53 ومعلوم أن الأولى تخص الحساب في الآخرة لمن مات بلا توبة، فإن الله لا يغفر الشرك، أما بقية الذنوب فهي في مشيئته سبحانه، فقد يغفرها الله لصاحبها لصدق محبته لله ورسوله أو لظروف الفتن والجهل، أما الآية الثانية ففي الدنيا وصدرها "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" فهي تفتح باب التوبة في الدنيا، فمن تاب حتى من الشرك تاب الله عليه وغفر له. كذلك زعموا التناقض بين قوله تعالى "ولو شاء الله ما أشركوا" الأنعام107 ثم تكذيب الله لهم عندما قالوا نفس المقولة "لو شاء الله ما أشركنا" الأنعام148. وفي الأولى يقول الله لنبيه إنه قادر على هدايتهم ولكنه يهدي من كان أهلا للهداية صادقا في طلبها، فلا تهلك نفسك عليهم فما عليك إلا البلاغ. ولكنه كذبهم لأنهم قالوها جدلا لتبرير شركهم، فالمقولة صادقة في ذاتها ولكنها ليست سبب شركهم، فقد أشركوا لأن الشرك وافق هواهم ليتخلصوا من تبعات الحق والتزاماته. مثل تلميذ فاشل يقول له والده لماذا لا تذاكر فيقول لو شاء الله لذاكرت، فهو كاذب لأنه لا يذاكر اتباعا لهواه، فهو يلعب حين يريد أن يلعب لأن اللعب وافق هواه، ولو كان صادقا راغبا في المذاكرة لقام لها وصبر عليها، فالاحتجاج بالقدر لتبرير سلوك ما جدال وكذب. إن كل زعم بتناقض القرآن مرده إلى تصيد المتشابه من الذين لا يؤمنون بالقرآن. والمتشابه هو ما التبس فهمه على الناس كقوله تعالى "إن البقر تشابه علينا" أي التبس علينا، وهو أمر نسبي فكلما ازداد الإنسان علما كلما قل ما تشابه عليه. أما من كان في قلبه زيغ فهو يغلق عقله حتى لا يؤمن ولا يلتزم بتبعات الإيمان أو يدخل في زمرة من يبغضهم أو يحتقرهم. يجب أن ينتبه هؤلاء إلى أن الله جعل الناس بعضهم لبعض فتنة، فأحوال كثير من المسلمين قد تصدهم عن الهدى ولكن عليهم أن يتجردوا في طلب الحق، فالمسلم محاسب على ظلمه وجهله، والكافر قد يهديه الله إن صدق في طلب الحق، والأعمال بالخواتيم. أما عن المتشابه فإذا انتظرنا أن يشرح الله في كتابه الحكمة من كل كلمة وآية، فلو أن البحر مدادا لكتابة الحق الموجود في القرآن العظيم لنفد البحر قبل أن تنتهي الحكم والآيات، قال تعالى "بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله" لذا فمنهج الله لنبيه مع كل من أصر على كفره وأغلق قلبه وعقله هو قوله تعالى "وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون" هود121/122 وقوله تعالى "قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون" الجاثية14

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق