اولا للرد يجب الاتيان بالروايات المستدل بها
الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني
الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني
الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
1- البحث فى صحه الروايه
أولا : الروايات غير صحيحة :
علة الوراية الأولى : محمد بن عمر الواقدي
قال البخاري رحمه الله :
{محمد بن عمر الواقدي، قاضي بغداد، عن مالك ومعمر، متروك الحديث.} (1)
و قال أيضا :
{سكتوا عنه، تركه أحمد وابن نمير.} (2)
و قال النسائي رحمه الله :
{متروك الحديث.} (3)
و قال أيضا :
{الكذابون المعروفون بوضع الحديث على صلى الله عليه وآله وسلم أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، ومُقاتل بخُراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشَّام، والواقديُّ ببغداد} (4)
قال ابن عدي رحمه الله :
{أحاديثه غير محفوظة، والبلاء منه.} (5)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
{محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، متروك مع سعة علمه، من التاسعة} (6)
قال المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
{ولذلك لا ينبغي أن يغتر أحد بما ذهب إليه ابن سيد الناس في مقدمة كتابه ( عيون الأثر ) من توثيق الواقدي فإنه خالف ما عليه المحققون من الأئمة قديما وحديثا ولمنافاته علم المصطلح على وجوب تقديم الجرح المفسر على التعديل وأي جرح أقوى من الوضع ؟ وقد اتهمه به أيضا الإمام الشافعي الذي يزعم البوطي أنه يقلده وأبو داود وأبو حاتم وقال أحمد : كذاب} (7)
علة الرواية الثانية : عبدالعزيز بن عمران
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير.
علل الرواية الثالثة :
العلة الأولى : محمد بن عمر الواقدي :
و قد تقدم الحديث عنه في علة الرواية الأولى و تبين أنه ضعيف و متروك الحديث.
العلة الثانية : موسى بن محمد بن إبراهيم
قال أبو حاثم رحمه الله :
{موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.} (8)
و قد ذكر غير واحد من العلماء أنه متروك الحديث و ضعيف، كأبو نعيم الأصبهاني و الحاكم و البيهقي و أبو زرعة الرازي و غيرهم من أعلام الحديث.
و بعد تبث ضعف الروايات التي يستدل بها أعداء الحبيب صلى الله عليه و سلم إليكم الروايات التي تدل على أنه صلى الله عليه و سلم ابن نكاح (زواج) و ابن عبد الله ابن عبد المطلب :
قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي لما هاجروا للحبشة:
” أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا ، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ…” (9)
قال السعدي : {يعرفون نسبه، وحاله، ولسانه، من قومهم وقبيلتهم} (10)
روى مسلم في صحيحه :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا. (11)
كما تلاحظ فقد كتب النبي صلى الله عليه و سلم ” محمد بن عبد الله” فلم يعترضوا على ذلك، فإن كان ليس ولده لاعترضوا.
علة الوراية الأولى : محمد بن عمر الواقدي
قال البخاري رحمه الله :
{محمد بن عمر الواقدي، قاضي بغداد، عن مالك ومعمر، متروك الحديث.} (1)
و قال أيضا :
{سكتوا عنه، تركه أحمد وابن نمير.} (2)
و قال النسائي رحمه الله :
{متروك الحديث.} (3)
و قال أيضا :
{الكذابون المعروفون بوضع الحديث على صلى الله عليه وآله وسلم أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، ومُقاتل بخُراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشَّام، والواقديُّ ببغداد} (4)
قال ابن عدي رحمه الله :
{أحاديثه غير محفوظة، والبلاء منه.} (5)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
{محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، متروك مع سعة علمه، من التاسعة} (6)
قال المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
{ولذلك لا ينبغي أن يغتر أحد بما ذهب إليه ابن سيد الناس في مقدمة كتابه ( عيون الأثر ) من توثيق الواقدي فإنه خالف ما عليه المحققون من الأئمة قديما وحديثا ولمنافاته علم المصطلح على وجوب تقديم الجرح المفسر على التعديل وأي جرح أقوى من الوضع ؟ وقد اتهمه به أيضا الإمام الشافعي الذي يزعم البوطي أنه يقلده وأبو داود وأبو حاتم وقال أحمد : كذاب} (7)
علة الرواية الثانية : عبدالعزيز بن عمران
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير.
علل الرواية الثالثة :
العلة الأولى : محمد بن عمر الواقدي :
و قد تقدم الحديث عنه في علة الرواية الأولى و تبين أنه ضعيف و متروك الحديث.
العلة الثانية : موسى بن محمد بن إبراهيم
قال أبو حاثم رحمه الله :
{موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.} (8)
و قد ذكر غير واحد من العلماء أنه متروك الحديث و ضعيف، كأبو نعيم الأصبهاني و الحاكم و البيهقي و أبو زرعة الرازي و غيرهم من أعلام الحديث.
و بعد تبث ضعف الروايات التي يستدل بها أعداء الحبيب صلى الله عليه و سلم إليكم الروايات التي تدل على أنه صلى الله عليه و سلم ابن نكاح (زواج) و ابن عبد الله ابن عبد المطلب :
قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي لما هاجروا للحبشة:
” أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا ، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ…” (9)
قال السعدي : {يعرفون نسبه، وحاله، ولسانه، من قومهم وقبيلتهم} (10)
روى مسلم في صحيحه :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا. (11)
كما تلاحظ فقد كتب النبي صلى الله عليه و سلم ” محمد بن عبد الله” فلم يعترضوا على ذلك، فإن كان ليس ولده لاعترضوا.
2- الرد على الشبهه
أولاً نحن المسلمون لا نؤمن بما جاء في كتب التاريخ إطلاقاً فالمصدر المعتمد لدينا هو القرءان والسنة النبوية فلا يمكن أن أعطيك كتاب لا تؤمن به وأقيم به الحجة عليك .
ثانيا أن "عبد المطلب" نذر أن يذبح أحد أبناءه ان رزق بعشرة من الذكور، وقد تزوج "عبد المطلب" ستة من الإناث، وأنجب اثنى عشر ذكر وستة اناث، وكان من هؤلاء الستة اللاتي تزوجهن "عبد المطلب" هالة بنت وهيب وأنجبت له "هالة" أربعة وهم: المقوم والمغيرةوحمزة وصفية، أي أن "هالة" أنجبت له ثلاثة ذكور، فاذا طرحت ثلاثة من اثنى عشر، وهم كل أولاد "عبد المطلب" من الذكور، تكون النتيجة تسعة
أي أن "عبد المطلب" قبل أن يتزوج "هالة" لم ينجب الا تسعة فقطـ، أي أن قرار "عبد المطلب" بذبح ابنه "عبد الله" لم يحدث الا بعد زواجه من "هالة" وانجابه منها
اذن هناك استحالة أن يكون "عبد المطلب" قد تزوج مع ابنه "عبد الله" في نفس اليوم أو حتى في نفس الفترة
ثالثا هنا نجد ان الكفار اكبر المدافعين و افضل رد اذ لا يوجد واحد من الكفار او اعداء رسول الله تكلم فى نسب الرسول او طعن فيه وقد كان العرب أهل تفاخر بالأنساب والسلالات
مثلا لرد الوليد بن المغيرة علي رسول الله بمثل ما نزل فيه القرءان في سورة القلم بأنه ابن زنا ومشكوك في نسبه و ايضا وقد كان من أعمام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أبو لهب" وهو واحد من أشد أعداء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يذكر "أبو لهب" ولو مرة واحدة، موضوع نسب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
.
.
رابعا اثبات اهل رسول الله لنسبه
1- عندما هاجر المسلمون الى الحبشة الهجرة الأولى، سافر الى الحبشة "عمرو بن العاص" وكان في ذلك الوقت لا يزال على كفره، وطلب من النجاشي أن يسلمه المسلمين الذين هاجروا الى أرضه، فوقف "جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ" يدافع عن المسلمين، وقال: "أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا،نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ" الى آخر هذه الخطبة الرائعة والتى كانت سببًا في اسلام النجاشي وكان نصرانيًا
والذي خطب هذه الخطبة –كما ذكرت- هو "جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ" ابن عم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلو كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولد بعد وفاة أبيه بعامين هل كان ابن عمه يشهد له هذه الشهادة
وهذه الخطبة كانت أمام "عمرو بن العاص" وكان كما قلنا لا يزال على كفره، وقد ذهب الى الحبشة ليسترد المسلمين، وهو يريد أن يتصيد للمسلمين أي خطأ، فكيف لم يعترض على "جعفر" وهو يقول "نَعْرِفُ نَسَبَهُ" الا اذا كان متأكدًا أن هذه النقطة لا يجوز أن يقترب منها
2-عندما هاجر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة، وبدأت الحروب بينه وبين قريش، وصلت أخبار الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى هرقل قيصر الروم، فانتهز قيصر فرصة أن هناك تجار من قريش موجودون بالشام، فارسل اليهم، وكانوا على الكفر، وفيهم "أبو سفيان بن حرب" وهو رأس الكفر في ذلك الوقت، وأخذ يسألهم عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسئلة كثيرة، فكان من هذه الأسئلة أن قال: : كيف نسبه فيكم ؟ قال أبو سفيان: هو فينا ذو نسب، فقال قيصر: وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، يعنى جرت عادة الله تعالى أن تبعث الرسل في أفضل نسب؛ لأن الناس يهتمون دائماً بالأنساب، فالحق –سبحانه وتعالى- يهيء لكل رسول أفضل نسب في قومه، حتى يكون عاملًا مساعدًا على التفاف الناس حوله
الشاهد أن قيصر سأل عن نسب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأجاب "أبو سفيان" وكان في ذلك الوقت كافرًا بل كان زعيم جبهة المشركين قال "هو فينا ذو نسب"
خامسا
انظر الى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صلح الحديبية، وهو يملي شروط الصلح ويقول
"هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نُقِرُّ بِهَا فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ"
الذي قال هذا الكلام هم الكفار وليس المسلمون
سادسا
في غزوة حنين عندما انكشف المسلمون، وأراد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يجمعهم، وقف ينادي بأعلى صوته "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" ولم يرد عليه أحد من أعدائه، وكانوا اثنى عشر ألفًا
والحمد لله رب العالمين
مصادر البحث :
(1) الضعفاء الصغير للبخاري ص275
(2) التاريخ الكبير 1/178
(3) كتاب الضعفاء والمتروكين ص 303 و310
(4) تهذيب التهذيب” (9 /163)
(5) “ميزان الاعتدال” (3 /663)
(6) التقريب 2/194
(7) دفاع عن الحديث والسيرة في الرد على البوطي ص 21.
(8) المجروحين ج: 2 ص: 241
(9) صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13 و رواه أيضا الإمام أحمد في مسنده و صححه الشيخ الألباني رحمهم الله
(10) تفسير السعدي لسورة آل عمران الآية 146
(11) صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
(1) الضعفاء الصغير للبخاري ص275
(2) التاريخ الكبير 1/178
(3) كتاب الضعفاء والمتروكين ص 303 و310
(4) تهذيب التهذيب” (9 /163)
(5) “ميزان الاعتدال” (3 /663)
(6) التقريب 2/194
(7) دفاع عن الحديث والسيرة في الرد على البوطي ص 21.
(8) المجروحين ج: 2 ص: 241
(9) صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13 و رواه أيضا الإمام أحمد في مسنده و صححه الشيخ الألباني رحمهم الله
(10) تفسير السعدي لسورة آل عمران الآية 146
(11) صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق