الجزء الرابع فى الرد على شبهات حول
ايات القتال فى القران الكريم
يذكر اعداء الاسلام اية " فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
وَجَدتُّمُوهُمْ" واية " فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
ثَقِفْتُمُوهُمْ"
الرد:الاياتان موجودتان فى نفس السورة والاية الاولى تسبق الاية الثانية
فلو ذكرنا السياق التى ذكرت فيه هاتان الاياتان لفهمنا بدون تفسير سبب القتال
فلنقرأ معا السياق كله :
النساء 88-91
"فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا
كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ
اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ
مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا
فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ
وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ
جَاؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ
وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ
فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ
اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا
جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ
كُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُواْ فِيهَا فَإِن لَّمْ
يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّواْ
أَيْدِيَهُمْ
فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا
لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا"
كما نرى الايات تتحدث عن فئة معينة الا وهى فئة المنافقين التى هى أشرس واكثر خطرا
على الاسلام من الكفار
فمــــا هى قصــــــة هــــــؤلاء المنــــافقون ، و ماذا فعلوا ليستحقـــوا
القـتـــــل ؟
إن هؤلاء المنافقون قد فروا من الزحف يوم أحد و رجعوا و تركوا صفوف المسلمين .
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج النبي إلى أحد، رجع ناس ممن خرج معه،
وكان أصحاب النبي فرقتين : فرقة تقول : نقاتلهم ، وفرقة تقول: لا نقاتلهم .
الفارون من الزحف قد يتسببون فى هزيمة للجيش تدفع ثمنها الأمة بأكملها ، لدخول
العدو إلى أرض المسلمين زاهقاً الأرواح و الأنفس من الأبرياء من الأطفال و الشيوخ
و النساء و الرجال بدون ذنب .
فيكون الفار من الزحف قد تسبب فى هذا القتل و التدمير لأهله و بلده . و يكون
بمثابة المشترك فى إزهاق هذه الأرواح ، لفراره من الزحف تاركاً خطوط جيشه مكشوفه
للعدو متسبباً فى الهزيمة و دخول العدو إلى بلده ليعيث فيها الفساد من قتل
للأبرياء .
و لذا كان الفار من الزحف مستوجب لغضب الله و مقته وايضا مستوجب للقتال.
ولان الاسلام دين سلام وسماحة فالله حرم تعالى قتال من بيننا وبينهم عهد او ميثاق
او اذا جائوا ضيقة صدورهم عن قتال المسلمين او القتال معهم فكرهوا قتال الفريقين
وهذا واضح فى اية "إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ"
وايضا تتجلى سماحة الاسلام فى منع قتال المنافقين عندما يتصالحوا معنا ويمتنعوا عن
قتالنا او ايذائنا
وفى الاية "فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
وَيَكُفُّواْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
ثَقِفْتُمُوهُمْ" اى انهم اذا لم يتصالحوا مع المسلمين ويمتنعوا عن ايذاء
وقتال المسلميين فواجب على المسلمين قتالهم يعنى اظن واضح وضوح الشمس ان القتال
هنا ايضا لدفع عدوان المنافقين والكفار عن المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق