الثلاثاء، 3 فبراير 2015

الصاحب و الظن / حكمه الله ف حياتى

( يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)

كانت لى صديقة رفيقة العمر كبرنا معا ودرسنا معا وحفظنا القرآن معا وكانت قوامة لليل صوامة للنهار محبة للاخرين ومساعدتهم
وتزوجت انا هى لا
وكانت دائما تزورنى وتودنى ونظراً لانى متزوجة وعندى أطفال فكانت هى من تزورنى دائما وكانت على خلق كبير فأن حضر زوجى استأذنت وذهبت لبيتها عاونتنى كثيراً فى تربية اولادى ولان زوجى كان يقضى وقتا طويلا خارج المنزل لطبيعة عمله وقد تعلق اولادى بها كثيرا
ومر العمر مر اكثر من خمسة عشر عاما بعد زواجى وحالنا كما هو تزورنى وتعتنى معى باولادى وكان كل اخوتها متزوجين وهى تعيش مع والدتها
وفى يوم من الايام ونحن نتجاذب اطراف الحديث سئلتها
هل توافق أن تتزوج برجل متزوج ؟ فقالت نعم أن استطاع أن يعدل بيننا أنا وزوجته
فنظرت لها نظرت أنها ممكن أن تسرق زوجى منى وأنها ممكن أن تخرب حياتى وتشرد اولادى
وأنها ممكن أن تخون صداقتى
وفهمتها صديقتى وحبست دموعها واستأذنت فى الذهاب فلم اقل شيئا وكأنى طردتها
ومضى وقت ولم اتصل بها او ادعوها لبيتى
وحدث لى زلزل فى نفسى واحسست بضيق شديد حتى فى عباداتى وكنت ابكى بكاء شديد ولا اعلم السبب و كنت اصلى وابكى وابكى واقول يارب ثبتنى على دينى لدرجة أنى احسست انى فتنت فى دينى وقلت يارب دلنى اى ذنب عملته وخرب على حياتى
وساعتها ايقنت أنى ظننت السوء بصديقة عمرى وهى لم تفعل اى شئ فعلى مدار خمسة عشر عاما تدخل بيتى ولا يكاد زوجى أن يراها او تراه
وذهبت اليها اعتذر واقول ارجعى لتزورينى فأبت وقالت قبلت اعتذارك ولكنى لن أدخل بيتك مرة أخرى وأن اردتى رؤيتى فبيت أمى قريب
وبعد شهور قليلة مرضت صديقتى فجأة بمرض سرطان اللوكيميا سرطان الدم وظهر أنها فى مرحلة متاخرة من المرض
وأصبحت طريحة الفراش تتألم أشد الالام ولا تقول غير الحمد لله - يارب
ولا ارى والدتها الا وهى تبكى على ابنتها حتى وصل بها الحال أن تقول يارب خفف عنها وارحمها وتوفها لترحمها من الالم
وكنت أذهب اليها كل يوم أقبل يديها واقول لها هل سامحتينى
فتتبسم بوجهه الشاحب وتقول هو انتى عملتى شئ
أقول نعم سامحينى
تبتسم أكثر وتقول أنا سامحت كل الناس عسى الله أن يسامحنى
وذهبت لها فى يوم ولقيتها ذات وجه منير وابتسامه راضية ممزوجة بالشحوب
فقلت لها الحمد لله انتى ان شاء الله بخير اليوم
قالت نعم هذا اجمل أيام حياتى رأيت رؤيا جميلة - فقلت خير
قالت رأيتنى عروس البس ثياب العرس والطرحة والتاج رأيتنى فى مكان جميل اخضر وواسع
فقلت خير
قالت كل الخير
وماتت ماتت رفقيه دربى وطفولتى وشبابى
ماتت من آمنتها على بيتى وأولادى
ماتت ولم تنل من الدنيا شئ لا زوج ولا اولاد ولا صحة ولا حتى عمر طويل
ولكنها ماتت راضية بكل شئ أتاه الله أياه راضية بخدمة وتربية اولاد ليسوا بأولادها وخدمه أمها واهمال أخواتها
لم تأنس بزوج ولا بولد
ولكنها أنست بربها وقرآنها وصلاتها وحتى أنست بمرضها لانه يذكرها بأجرها عند ربها
فكل يوم أذكرها وادعو لها (فعسى الله أن يغفر لى ولها ويجمعنا فى الآخرة فيمن تحابوا فيه )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق