الله موجود وخلق كل شئ .فمن خلق الله؟
سؤال يطرحه الملحدون واليهم الرد.....
سؤال فاسد!
انت تسلم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه ..؟ !!
فتجعل منه خالقاً ومخلوقاً في نفس الجملة وهذا تناقض ..
والوجه الاخر لفساد السؤال: انك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته ..
فالسببية قانوننا نحن ابناء الزمان والمكان ..
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا ان نتصوره مقيداً بالزمان والمكان , ولا بقوانين الزمان والمكان ..
والله هو الذي خلق قانون السببية, فلا يجوز ان نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه
وانت بهذه السفسطة اشبه بالعرائس التي تتحرك " بزنبرك "
وتتصور ان الانسان الذي صنعها لابد هو الآخر يتحرك " بزنبرك "
فاذا قلنا لها بل يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل ان يتحرك من تلقاء نفسه .. اني ارى في عالمي كل شيء يتحرك بزنبرك ..
وانت بالمثل.. لا تتصور ان الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد انك ترى كل شيء حولك في حاجة الى موجد ..
وانت كمن يظن ان الله محتاج الى براشوت لينزل على البشر .. ومحتاج الى اتوبيس سريع ليصل الى انبيائه . سبحانه وتعالى عن هذه الاوصاف علواً كبيراً ..
و ( عمانويل كانت ) الفيلسوف الالماني في كتابه ( نقد العقل الخالص ) .. ادرك ان العقل لا يستطيع ان يحيط بكنه الاشياء وانه مهيأ بطبيعته لادراك الجزئيات والظواهر فقط في حين انه عاجز عن ادراك الماهيات المجردة مثل الوجود الالهي ..
وانما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا الى العدل كان دليلنا على وجود العادل ..
كما ان ظمأنا الى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
اما ارسطو فقد استطرد في تسلسل الاسباب قائلاً :
"ان الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة . والشجرة من البذرة . والبذرة من الزارع". واضطر الى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد ان ينتهي بنا في البدء الاول الى سبب في غير حاجة الى سبب ..
سبب اول او محرك اول في غير حاجة الى من يحركه ..
خالق في غير حاجة الى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله U ..
اما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال ( سؤال من خلق الخالق ) ..
بأنه سؤال لا يرد الا على عقل فاسد .. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح ان يتخذ الوجود برهاناً عليه ..
تماماً كما نقول ان النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا ان النهار يبرهن على النور ..
يقول الله U في حديث قدسي : ( انا يُستدل بي .. انا لا يُستدل علي )
فالله U هو الدليل الذي لا يحتاج الى دليل .. لانه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء ..
الله U ظاهر في النظام والدقة والجمال والاحكام ..
في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراشة .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون..
لو قلنا ان كل هذا جاء مصادفة.. لكنا كمن يتصور ان القاء حروف مطبعة في الهواء يمكن ان يؤدي الى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف .
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
( قل هو الله احد .. الله الصمد .. لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفواً احد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق